عاجل
صندوق الاستثمارات السعودية العامة يستحوذ على أكبر شركة رائدة إقليمياً في مجال البنية التحتية بقطاع الاتصالات         مطارات المملكة تُسجل 12.50 مليون مسافر دولي ومحلي خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفطر         بسبب انتهاك حقوق الإنسان، واشنطن تدرس فرض عقوبات على وحدات جديدة في جيش الاحتلال         ترقب لحكم قضائي يحسم مصير انتخابات نادي الزمالك         الكهرباء: 42% زيادة في مشاركة مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030         نظرية علمية تزعم: الكائنات الفضائية تتنقل عبر النيازك         زيكو: صلاح من أفضل لاعبي العالم حاليًا.. وأنصحه بالبقاء مع ليفربول         سعر الدولار اليوم الإثنين في البنوك والسوق السوداء 22 – 4 – 2024         هيئة التراث السعودي تعلن اكتشاف دلائل على استيطان بشري منذ العصر الحجري الحديث في أحد كهوف المدينة المنورة         نيابةً عن سمو وزير الخارجية.. نائب وزير الخارجية يشارك في مؤتمر باريس حول السودان         الفيلم السعودي “نورة” ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان كان السينمائي 2024         سمو وزير الخارجية يبحث مع نظيريه الأمريكي والإيراني تطورات الأوضاع في المنطقة وجهود احتواءها         ضبط رجل أعمال قطري هارب من 142 سنة سجنًا بالشيخ زايد         التحقيق في إطلاق النيران بين بلطجية بزعامة موظف بحي الهرم         كم يوم باقي على عيد الفطر 2024.. الإفتاء تستطلع هلاله الاثنين وهذه مواعيد صلاته        

دكتوراه بجامعة بنها تؤكد أسبقية الشريعة الإسلامية في الحفاظ على البيئة وحماية موارد الأرض

كتب – أحمد فاروق:

أكدت دراسة علمية بكلية الحقوق بجامعة بنها على أسبقية الشريعة الإسلامية في الدعوة للحفاظ على البيئة وعدم إفسادها والحرص على حسن الجوار وعدم الإضرار بالجيران سواء أفراداً أو مجتمعات والحرص على إعمار الكون وجمال البيئة انطلاقاً مما ورد في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وآراء كبار العلماء.

وأوضحت الدراسة التي حصل بها الباحث محمد ابراهيم بدر، مدير إدارة السلامة والصحة المهنية بمصر للطيران للخدمات الطبية على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز من كلية الحقوق جامعة بنها، أن الإسلام سبق كل الحضارات الحديثة في الاهتمام بالبيئة والارتقاء بها والإحسان إليها وحمايتها من ألوان الفساد وأشكال التلوث حتى يستفيد الإنسان من البيئة أقصى استفادة ويوظفها لتحقيق مصالحه ويعيش حياة طيبة خالية من الأمراض والأوبئة.

ولفت الباحث إلى أن البيئة في الإسلام تأسست على فكرة الاستخلاف في الأرض وقيام الإنسان بإعمارها ومنع الفساد فيها وأن موقف الشريعة الإسلامية من كل سلوك يلحق الضرر بالبيئة واضح، وهو التحريم والتجريم وإقرار العقوبات الرادعة لكبح الفساد الذي صنعه الإنسان باهماله أو تقصيره أو أعمدة وعدم تقديره لنعم الله التي لا تعد ولا تحصى.

وتناولت الدراسة الجهود الدولية لحماية البيئة الجوية ضد التلوث والكوارث الطبيعية ومخاطر الحروب وتأثيرها على الشعوب والمجتمعات … وكيفية معالجتها بتضافر الجهود الدولية ..وضمت لجنة مناقشة الرسالة كلاً من الدكتور عبدالهادي محمد عشري، عميد الحقوق بأكاديمية السادات سابقا رئيساً… والدكتور حسين حنفي، رئيس قسم القانون الدولي بحقوق بنها عضواً والدكتور سامي جاد واصل، أستاذ القانون الدولي بأكاديمية الشرطة عضواً، والدكتور جمال عبدالستار عبدالله، أستاذ الشريعة الإسلامية بحقوق بنها.

وأشادت اللجنة باختيار موضوع الرسالة الذي يتواكب مع جهود الدولة المصرية باستضافة المؤتمر الدولى للبيئة والمناخ الذي عقد أخيراً في شرم الشيخ فضلاً عن وجود وزارة متخصصة لشئون البيئة منذ سنوات ..مما يعكس دور مصر الريادي في دعم العلاقات الدولية لحماية البيئة مع مختلف دول العالم من منطلق أن مخاطر تلوث الغلاف الجوي مشكلة تتعدى حدود الدولة الواحدة إلى دول أخرى.

وطالب الباحث بتكثيف الجهود الدولية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحماية البيئة وعدم استخدام الأسلحة الكيماوية والنووية والبيولوجية والذريه، ووقف التجارب النووية التي تلوث الغلاف الجوي و تضر بسلامة وأمن الشعوب..وطالب بالتعاون الدولي لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ودلل على ذلك بانفجار مفاعل تشرنوبيل بأوكرانيا عام 1986 مما أدي إلي وفاة وإصابة الآلاف و تسرب الإشعاعات النووية خارج الحدود بتساقط الأمطار المحملة بالغبار النووي على البلاد المجاورة مما أحدث أضراراً خطيرة بالإنسان والحيوانات والنباتات المجاورة ..لذا تعد مشكلة البيئة وتلوث الجو مشكلة عالمية تتعدى حدود الدولة الواحدة إلى الدول الأخرى وتتطلب تفعيل القوانين والتشريعات واللوائح سواء على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان في حياة كريمة وبيئة نظيفة وتنعم فيها الشعوب بالأمن والسلام العالمي.

وأشار الباحث إلى مجموعة من المؤتمرات والمعاهدات والاتفاقات الدولية المتعلقة بحماية البيئة الجوية والحد من التلوث ومن بينها مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في استكهولم عام ١٩٧٢واتفاقية جنيف للحماية من تلوث الهواء عام١٩٧٧واتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون عام١٩٨٥ومؤتمر الأمم المتحدة لمنع استخدام الأسلحة النووية في الجو والفضاء عام١٩٩٢واعلان كيوتو الدولي عام ١٩٩٧….. والمؤتمر الدولي عن البيئة والمناخ الذي عقد في شرم شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية بحضور معظم قادة العالم وكبار الشخصيات والخبراء والمتخصصين.

ويشير الباحث إلى خطورة تلوث الغلاف الجوي لأنه نواه لتلوث البيئة البرية والمائية على السواء ..فالهواء من أهم مستلزمات الحياة للإنسان والحيوان والنبات ويستهلك الإنسان والحيوان الأوكسيجين من الجو بينما يقوم النبات والمسطحات الخضراء باستهلاك ثاني أكسيد الكربون والدفع بالاكسجين النافع في عملية التمثيل الضوئي مما يحقق التوازن في مكونات الهواء الجوي وتلطيف الأجواء مما دعا مؤتمر شرم الشيخ العالمي الأخير  يؤكد على الاهتمام بالأحزمة الخضراء والتوسع في المسطحات الخضراء والحد من التصحر والاعتداء على الطبيعة الخضراء…

ويوضح الباحث مصادر تلوث البيئة فيذكر منها كوارث طبيعية مثل الزلازل وآخرها الزلزال الذي وقع في شمال سوريا وتركيا وادي إلي وفاة وإصابة عشرات الآلاف وتشريد الملايين وكذلك البراكين والفيضانات والسيول والأعاصير وغيرها…. وهناك مصادر للتلوث من صنع الانسان مثل الحروب والصراعات والنزاعات واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والتجارب النووية و عوادم السيارات والمركبات وانبعاثات الطائرات والدخان المتصاعد من صناعات الأسمنت والأسمدة والصناعات الكيماوية والبتروكيماويات والمعدنيه والاعتداء على المساحات الخضراء واقتلاع النباتات وأشجار الغابات والحدائق..والاهمال في جمع النفايات الصلبة والغذائية والطبية والبلاستيكية بطريقة صحيحة وغيرها من مصادر تلوث البيئة التي تتطلب تدخل المجتمع الدولي والحكومات لإنقاذ المجتمعات.

وانتهى الباحث محمد ابراهيم بدر إلي مجموعة من التوصيات لحماية البيئة ومواجهة التلوث الجوي منها: تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتعلقة بالمحافظة على البيئة الجوية.وحل المنازعات سلميا وعدم اللجوء لاستخدام الأسلحة الذرية والنووية والبيولوجية والتي تهدد الأمن والسلام العالمي، وتفعيل القانون الدولي بفرض عقوبات رادعة للمتجاوزين في إحداث أضرار بيئية تهدد سلامة وصحة الإنسان والمجتمع، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للحفاظ على البيئة الجوية من الملوثات كالدخان والغبار والغازات السامة والخانقة وغيرها، والتواصل مع الجهات المعنية التي توصلت لابتكار حلول للمحافظة على البيئة الجوية، وتشديد العقوبات على من يعتدي على البيئة والمساحات الخضراء و يتعمد الإضرار بالمجتمع وسلامته والإضرار بالبيئة الجوية وأن يكون هناك عقاب رادع بالسجن والغرامة للمتجاوزين الذين يعتدون على البيئة والطبيعة من المساحات الخضراء والحدائق والأشجار والغابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى