عاجل
بروفات مكثفة لــ آمال ماهر استعدادا لحفلها بالسعودية (فيديو)         وزير الخارجية الأمريكي يدعو حركة حماس إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار         بردية الأسرار، زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن بناء الأهرامات (فيديو)         اتحاد منتجي الدواجن يكشف عن موعد الانخفاض الكبير في اسعار البيض (فيديو)         الأولمبي الياباني يفوز على العراق 2-0 بنصف نهائي أمم آسيا ويتأهل لأولمبياد باريس         صندوق الاستثمارات السعودية العامة يستحوذ على أكبر شركة رائدة إقليمياً في مجال البنية التحتية بقطاع الاتصالات         مطارات المملكة تُسجل 12.50 مليون مسافر دولي ومحلي خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفطر         بسبب انتهاك حقوق الإنسان، واشنطن تدرس فرض عقوبات على وحدات جديدة في جيش الاحتلال         ترقب لحكم قضائي يحسم مصير انتخابات نادي الزمالك         الكهرباء: 42% زيادة في مشاركة مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030         نظرية علمية تزعم: الكائنات الفضائية تتنقل عبر النيازك         زيكو: صلاح من أفضل لاعبي العالم حاليًا.. وأنصحه بالبقاء مع ليفربول         سعر الدولار اليوم الإثنين في البنوك والسوق السوداء 22 – 4 – 2024         هيئة التراث السعودي تعلن اكتشاف دلائل على استيطان بشري منذ العصر الحجري الحديث في أحد كهوف المدينة المنورة         نيابةً عن سمو وزير الخارجية.. نائب وزير الخارجية يشارك في مؤتمر باريس حول السودان        

مصر وموريتانيا تتفقان على تنمية وتعزيز التعاون المشترك فى القطاعات الإنتاجية والخدمية

الموافقة على مكافحة التطرف والإرهاب وتسهيل حركة الصادرات بين البلدين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الموريتاني محمد ولد الغزواني

علاقات ضاربة فى عمق التاريخ، وتواصل مستمر بين مصر وموريتانيا، تعددت اللقاءات والزيارات بين مسئولى البلدين على مدار السنوات الماضية لتعزيز التعاون المشترك، وفى هذا الاطار جاءت زيارة الرئيس الموريتانى محمد ولد الغزوانى للقاهرة في 4 يونيو الجاري، بنتائج مذهلة حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات مع أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى إطار التعاون المشترك.

يقول د. أيمن السيسي نائب رئيس تحرير جريدة “الأهرام” والمتخصص في الشؤون الأفريقية: الزيارة الاستثنائية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزانى إلى مصر التى جاءت بعد عدة لقاءات بين مسئولى البلدين، تعد محركا قويا لتطوير العلاقات المصرية الموريتانية؛ حيث يمكن تأكيد أن العلاقات الثنائية ستشهد طفرة خلال الفترة المقبلة فى عديد الملفات المختلفة للانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما وشمولا من التعاون بين الدولتين خاصة أن البلدين يمتلكان فرصا عدة للتعاون فى القطاعات المختلفة، منها قطاعات الصيد البحرى، والزراعة، والثروة الحيوانية، وصناعة الدواء، وهو ما أكدته الزيارة، فقد اتفق الجانبان على التعاون فى مجالات البحث العلمى الزراعى، واستنباط أصناف جديدة من التقاوى والبذور للمحاصيل الاستراتيجية المتحملة للجفاف والملوحة، وكذلك التعاون فى تطبيق الممارسات الزراعية الحديثة وحصاد مياه الأمطار، فضلا عن التعاون فى إنتاج وزراعة نخيل التمر ذات الجودة العالية، فضلا عن زيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين بما يرقى لمكانة كل منهما، وهو ما يعول عليه من خلال آلية التشاور التى ستنعقد خلال العام الجارى 2023.

الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني خلال لقاؤه مع د. أيمن السيسي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام
الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني خلال لقاؤه مع د. أيمن السيسي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام

وتتطلع القاهرة لتفعيل أطر التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة فى القطاعات التنموية التى اكتسبت فيها الشركات المصرية خبرات كبيرة خلال السنوات الماضية، وكذلك تقديم المساعدة فى تطوير وبناء القدرات والكوادر للأشقاء فى موريتانيا فى كافة المجالات.

وفى مطلع العام، زار وزير الدفاع الوطنى بموريتانيا حنن ولد سيدى القاهرة، التقى الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، فى إطار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتفعيل التعاون المشترك بينهما فى المجالات العسكرية والأمنية، لاسيما فى ضوء دور موريتانيا المهم فى مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.

والفريق حننا سيدي حننا الذي تقلد منصب وزير دفاع موريتانيا بعد انتخاب ولد الشيخ الغزواني رئيسا للبلاد، قام بإعادة هيكلة القوات المسلحة الموريتانية، وفى طليعتها مجموعات التدخل السريع وجهزها تجهيزا قويا لتهيئتها للعمل السريع، وأنشأ قواعد متقدمة وخصص قوات وآليات جوية لدعمها عند المواجهات، وتحديد عقيدتها العسكرية وتنمية الوعي بها لمواجهة الخطر والعداء بناء على استراتيجية شاملة، وهو ما جعل موريتانيا بقعة استقرار وتهيئة لظروف لتحقيق التنمية.

الفريق حننا سيدي حننا وزير دفاع موريتانيا يتحدث للزميل أيمن السيسي نائب رئيس تحرير الأهرام

وفى منتصف يونيو الماضى زار وزير الشئون الخارجية والتعاون الموريتانى محمد سالم ولد مرزوك القاهرة، وسلم للرئيس عبد الفتاح السيسى، رسالة خطية إلى الرئيس من أخيه رئيس موريتانيا “محمد ولد الغزواني“، تضمنت الإعراب عن تقدير موريتانيا الكبير لمصر قيادة وشعبًا، ولدورها الرائد على المستويين العربى والأفريقى، وتأكيد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات، والاستفادة من التجربة التنموية المصرية التى شهدت تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة الماضية.

 وتتميز العلاقات المصرية الموريتانية بطابع خاص، فالتواصل بين البلدين كان ولايزال مثمرًا ومستمرًا ويعود إلى ما قبل الإسلام؛ فقد عبرت القبائل الحميرية الصنهاجية مصر إلى المغرب العربى بعد انهيار سد مأرب فى القرن الثانى قبل الميلاد، ثم عبرتها القبائل العربية الهلالية والسليمية والمعقلية الحسانية فى القرن الخامس الهجرى فى طريقها إلى المغرب العربى، وظل التواصل الروحى والفكرى الموريتانى المصرى قويًا عبر الجسور العلمية واللغوية وبواسطة الدراسة بالأزهر والجامعات والمعاهد المصرية التى تخرج فيها الكثير من الطلاب الموريتانيين وفقا لتقرير الهيئة العامة للاستعلامات.

ويؤكد د. أيمن السيسي، أن مصر وموريتانيا تشترك فى العديد من الرؤى المتقاربة حيال القضايا المشتركة التى يأتى على رأسها التغير المناخى وقضايا العالم الإسلامى، فهناك تعاون فى إطار منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى، ويأتى هذا التقارب فى ظل التغيرات التى تحيط بالمنطقة، فضلا عن الأزمات المتلاحقة داخلها، ويأتى على رأس هذه الأزمات: الأزمة السودانية، والأزمة الليبية، وملف سد النهضة.

بالإضافة إلى القضايا المشتركة، تحمل أجندة البلدين مصر وموريتانيا رؤى مشتركة بشأن عدد من الملفات يأتى على رأسها مكافحة الإرهاب، والتطرف، وتعزيز الأمن الإقليمى والدولى؛ حيث تعد كل من مصر وموريتانيا رائدتين، كل فى منطقتها، فى هذا المجال؛ إذ تتمتع مصر بتجربة متميزة فى مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمى والدولى من خلال حشد جهود وطاقات كل الشركاء لدعم جهود القضاء على الفكر المتطرف الذى يهدد السلم والأمن الدوليين منذ عام 2013، وذلك فى إطار الاستراتيجية المصرية لمكافحة الإرهاب، وجاءت استضافة مصر لاجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب فى مايو الماضى 2023 تتويجا للدور الكبير الذى تؤديه الدولة المصرية حيال قضية الإرهاب.

 وفى المقابل، وكما يؤكد د. أيمن السيسي، فإن موريتانيا تضطلع بدور فعال فى تعزيز الأمن الإقليمى فى منطقة الساحل والصحراء وذلك بفعل الاستراتيجية الأمنية التى اعتمدتها البلاد التى كانت مثالا يحتذى بفعل شموليتها لكونها تراعى مختلف المجالات التى يمكن أن تقضى على الإرهاب والتطرف اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وعسكريا، ما تجلى فى المشاركات البارزة فى المؤتمرات والأطر الدولية الخاصة بالأمن، وكان آخرها استضافة العاصمة الموريتانية، نواكشوط فى مايو الماضى 2023، المؤتمر الإقليمى حول التعاون عبر الحدود بين ليبيا والساحل، لمكافحة الإرهاب وجرائم الحدود والجريمة المنظمة بشكل فعال، ومشاركة نواكشوط فى اجتماع حلف الناتو المنعقد فى مدريد نهاية يونيو 2022.

ويضيف نائب رئيس تحرير جريدة “الأهرام”: تقوم سياسة مصر وموريتانيا الخارجية على أساس الالتزام بمبادئ ومواثيق المنظمات الدولية والإقليمية، والعمل على تحقيق أهدافها فى إطار من المشاركة والفاعلية. وتتمثل أهم تلك المبادئ فى منع استخدام القوة أو التهديد بها فى العلاقات الدولية وفض المنازعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وكذلك العمل على تنفيذ أهداف الأمم المتحدة، وخاصة حفظ السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الشعوب، وتحقيق التعاون الدولى فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذى تجلى فى القضايا التى جاءت على رأس أولويات المشاورات بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى ومحمد ولد الشيخ الغزوانى فى القمة الأخيرة 2023، وهى:

– مكافحة التطرف والإرهاب، جاء ملف مكافحة الإرهاب على رأس أولويات الرئيسين المصرى والموريتانى؛ فقد عبرا عن رؤيتهما المشتركة فيما يتعلق بالأمن والسلم، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون فى مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة سواء على المستوى الثنائى، أو فى إطار تجمع دول الساحل الخمس G5.

– ملف سد النهضة، بحث الجانبان الملف وتبعاته الخطيرة على الأمن المائى لدول مصب حوض النيل؛ حيث أكدا أن الأمن المائى المصرى جزء لا يتجزأ من الأمن المائى العربى، وشددا على أهمية حث إثيوبيا على التحلى بالإرادة السياسية، للأخذ بأى من الحلول الوسطى التى طرحت على مائدة التفاوض، وتلبى مصالحها، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتى المصب، وذلك من أجل إبرام اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

– القضية الفلسطينية، بحث الرئيسان تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق، وتحقيق تطلعاته نحو دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.

– الأزمة الليبية، توافق الرئيسان فى الرؤى التى تتعلق بضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، بدون استثناء وفى مدى زمنى محدد، تنفيذا للمقررات الدولية ذات الصلة.

– الأزمة السودانية، بحث الجانبان تطورات الأوضاع فى السودان، وأكدا أهمية التوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية، ومنعها من الانهيار وتكثيف الجهود لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، للتخفيف من معاناة المتضررين، وحث جميع الأطراف على تغليب صوت الحكمة، للحفاظ على مقدرات الدولة السودانية ومصالح شعبها.

وتعد العلاقات بين مصر وموريتانيا علاقات ثنائية تجمع بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتعود جذور هذه العلاقات إلى فترة استقلال موريتانيا في عام 1960، تاريخيًا، كانت مصر تلعب دورًا مهمًا في دعم موريتانيا في مجال التنمية والتعليم والصحة والزراعة، وقدمت مصر مساعدات مالية وتقنية لموريتانيا وأيضًا قدمت فرصًا للتدريب للطلاب الموريتانيين في الجامعات المصرية.

وفي الجانب السياسي، تشهد العلاقات بين البلدين تواصلاً وتعاونًا وثيقًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تعمل مصر وموريتانيا على تعزيز التعاون في إطار المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

ومن الناحية الاقتصادية، تتميز العلاقات التجارية بين البلدين بنمو مستدام، تستورد موريتانيا بعض المنتجات المصرية مثل الأدوية والأغذية والمنتجات الصناعية، بينما تصدر مصر إلى موريتانيا العديد من المنتجات مثل الحبوب والأدوات المنزلية والملابس، هناك أيضًا تعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث يعمل البلدان سويًا لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

وتظل علاقات مصر وموريتانيا، تتطور وتتعمق بمرور الوقت، وتستند إلى المصالح المشتركة والتعاون في مختلف المجالات، وهناك أيضًا تعاون بين مصر وموريتانيا في مجالات أخرى مثل الثقافة والتعليم والسياحة. يتم تبادل الزيارات الثقافية والفنية بين البلدين، وتُعقد المعارض والمؤتمرات المشتركة لتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين.

كما توفر مصر فرصًا للطلاب الموريتانيين لمواصلة دراساتهم العليا في الجامعات المصرية، وتُعد المنح الدراسية والبرامج التعليمية المصرية فرصة للشباب الموريتاني للحصول على تعليم عالي في مجموعة متنوعة من التخصصات.

يجذب الموريتانيون أيضًا إلى مصر للسياحة وزيارة المعالم الثقافية والأثرية الشهيرة مثل الأهرامات ومعابدها ومتاحفها، ويسهم السياح الموريتانيون في دفع القطاع السياحي في مصر وتعزيز الروابط الثقافية والتبادل الثقافي بين البلدين.

علاوة على ذلك، تعمل مصر وموريتانيا معًا في إطار التعاون الإقليمي والقضايا الإنسانية والتنموية في إفريقيا. يتشارك البلدان نفس الرؤية فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة.

تجمع العلاقات المصرية – الموريتانية بين الحكومتين والشعبين، وتتسم بالتعاون والتفاهم المستمرين. يتم تعزيز هذه العلاقات من خلال زيارات رسمية ولقاءات بين المسئولين من البلدين، مما يعزز العلاقات الثنائية ويعمق التعاون المشترك لمصلحة الشعبين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى