الرئيس السيسي وطموحات لم نسايرها.. بقلم: الشيخ/ سعد الفقي

طموحات الرئيس عبد الفتاح السيسي كبيرة ودؤوبه وفي تقديري أنها لم تجد حتى الآن من يجاريها ويستوعبها لمواكبتها والحرص على ترجمتها على أرض الواقع.
فالرجل أدرك منذ الوهلة الأولى أن السماء لا تمطر ذهباً وأن المصاعب كثيرة وهذه حقيقة يدركها الجميع الا مرضي النفوس وأن الأخطار محدقة، وأنه لابد من تكاتف الجميع للخروج بالبلاد والعباد إلى بر الأمان.
في كل أحديثه قد رصد الداء ووصف الدواء، والذي يتبلور في ضرورة استنهاض الهمم، والخروج من بوتقة التكاسل والتراخي.
لقد كان صادقاً مع نفسه ومع الناس، وما يؤلمني، أن الكثيرين وإن تباروا بهذه الروح، إلا أنهم على أرض الواقع ما زالوا يعملون من باب إن خرب بيت ابوك خدلك قالب؟ وهو مصطلح كنا ننتظر أن يتلاشى وينزوي، وأن نغادر جميعاً مرحلة التباطؤ إلى العمل الجاد المتوج بالإخلاص والتفاني، فالبلاد تتعرض جهاراً نهاراً، لأخطر أنواع الإرهاب المدعوم خارجياً، والمؤيد من فئة مارقة وضالة، لن تستريح إلا إذا سقطت البلاد في مستنقع الفوضى، وهذا لن يحدث إن شاء الله، شريطة أن يستوعب الجميع حجم ما يحاك لنا من مؤامرات.
مطلوب من كل الهيئات والمؤسسات، أن تبذل قصارى جهدها لتعويض الخسائر التي تكبدناها عقب ثورة 25 يناير وحتى الآن، ولن يتحقق ذلك من خلال أفكار اندثرت، وتلاشت، مطلوب فعلاً مواكبة أفكار رئيس البلاد، الذي وهب حياته لإنقاذنا من ويلات، ربما لا يدركها الكثيرون، ونظرة واقعية إلى ما حدث وما زال فى سوريا وليبيا ومن قبلهما العراق، سندرك أننا تخطينا حالات الهرج والمرج والفوضى الخلاقة، والقتل على الهوية وإشعال النعرات الطائفية كما هو حادث هناك.
مصر بأطيافها وتياراتها يجب أن تستشعر كوارث كانت تنتظرنا، الأحزاب هي الأخرى، والتي تلاشى دورها يجب أن تنهض من غيبوبتها، وأن تفيق من سباتها، من خلال التحرك الفعال للوصول إلى الناس في كل الأماكن.
لقد كنا ننتظر حراكاً حزبياً، نراه في النجوع والكفور والقرى والمدن إلا أن هذا لم يحدث، أما اليوم فلا يجوز أن يتذرعوا، إذ إن الأبواب المؤصدة قد فتحت، والجماهير تبحث عنهم فهل هم فعلاً في بيات شتوي، وإلى متى.
الرئيس السيسي في وضع يحسد عليه، فالرجل يجاهد ويناضل وحيداً فريداً فهل نتركه للذئاب لتفترسه؟!، أم أننا ما زلنا نؤمن أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، أعجب من أحزاب تحمل أسماء ومسميات ولا نراها، الأيام تجرب والانتخابات النيابية ولا نرى مرشحاً واحداً لمع نجمه، هل ينتظرون النتائج دون تضحية ودون برامج كنا نفتقدها في الماضي.
سؤال يشغل الكثيرين وأنا منهم، وأعتقد أنه يشغل الغالبية العظمى من الناس، بل ويشغل الرئيس السيسي نفسه، مرة أخرى لماذا لم نستشعر ما يحاك لنا من مؤامرات؟ والله من وراء القصد والرجاء.
الشيخ/ سعد الفقي
كاتب وباحث