اتجاهات

الظالمون أنجاس..بقلم: الشربيني عاشور

الشربيني عاشور

استيقظت اليوم، وفي رأسي مقاربة “جلال الدين الرومي” الفاتنة لنفخ إسرافيل في الصور، وعودة الأرواح إلى الأبدان المهترئة على النغم الذي ينتزعها من عدمٍ كانت فيه.

والصُّور هو آله تشبه البوق، أي أنها تصدر نغمًا، تستيقظ عليه الأرواح فتذهب إلى أبدانها. والمعنى نفسه التقطه الرومي من مزامير داود عليه السلام، الذي كانت أنغامه تطير بالأرواح إلى بستان الله. فعقد عقدةَ المشابهة، بين سماع النغم وحركة العودة والطيور.

وفي السياق ذاته يمجد الرومي “أذنَ الباطن” التي يكون بوسعها سماع الأنغام الصادرة في معزوفة الوجود، أمَّا “أذن الحس” فإنها لا يمكن أن تسمع هذا النوع من النغم الوجودي؛ لأنها تنجست بالمظالم؛ ولأن كل ما تنجس بالظلم لن يكون بوسعه تلقي عطايا الله في كونه الفسيح. ولكن كيف تتنجس أذنٌ بظلم؟

أقول لنفسي: تسمع به فتستسيغه ولا تنكره.

ولنا أن نتأمل هذا الربط البديع بين الظلم والنجاسة، فكل ظلمٍ نَجَس، والظالمون أيًا كانوا فهُمْ أنجاس!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!