عبدالرشيد راشد.. يكتب: أحلام مسافر!

يمضي رمضان هذا العام بسرعة لم أشعر بها من قبل! ولست أدري هل يشاركني هذا الإحساس غيري أم لا ؟! لكن في كل الأحوال أرى بأن الأيام باتت منزوعة البركة ! وهذا بالطبع من علامات الساعة ! فقد أصبحنا لا نشعر بتفلت الأيام من بين أيدينا ! بل لم نعد نصدق أن كل هذه السنوات مضت من أعمارنا دون أن ندري ! فالعمر يمضي بسرعة أكبر من استيعابنا ! والأيام تجري بطريقة تجعلنا نشك في أعمارنا ! لا سيما حين نسترجع بعض المواقف و نكتشف أنها من سنوات بينما نتذكرها وكأنها بالأمس ! الحقيقة أنا شخصيا ينتابني ذهول وأنا أبحر في سنوات عمري الضائعة خاصة وأنها كانت مليئة بالوجع و مزدحمة بالمآسي، لدرجة أني أهملت أغصانها التي ذبلت في غفلة من الزمن !
ولعل ذلك يضعني أمام حقيقة لا يمكنني تجاهلها أو التحليق بعيدا عنها وهى ” أن الرحيل آت لا محالة ! وعلى أن أسأل نفسي ماذا أعددت له ؟! يجعلني أتوقف كثيرا أمام روعة القرآن وهو يصف الدنيا بأنها ” لهو ولعب ” وأمام قول نبينا صلى الله عليه وسلم لابن عمر ” كُنْ في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ ” والغريب لا يأخذ إلا حاجته فقط ! وكذلك أمام قول ابن عمرَ رضي اللَّه عنهما : “إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِك لِمَوتِكَ”
يجعلني أعيد حساباتي وأرتب أولوياتي وأرى الدنيا بمنظار مودع وأحلام مسافر.