محمود مشارقة.. يكتب: ٣٠ عاما في مهنة الصحافة.. تكريم مختلف

أن تكمل ٢٥ عاما في عضوية نقابة الصحفيين الأردنيين و٣٠ عاما في المهنة تنتابك مشاعر مختلطة، تعيد شريط الذكريات والبدايات وتبادر لجردة حساب سريعة لرحلة طويلة من العمل في ٤ مؤسسات صحفية كبرى محليا وعربيا مع رصد الانجازات المحققة.
حتما هناك تحولات جوهرية حدثت في الإعلام الأردني والعربي بشكل عام خلال ثلاثة عقود مضت.. التحولات الرقمية غيرت ملامح المشهد والصحف الورقية هجرها القراء، والأجهزة الذكية تولت المهمة باقتدار.. حال الاعلام المرئي والفضائي ليس أحسن حالا في غياب التمويل وهامش الحريات في التعاطي مع الأحداث المحيطة مع هيمنة الإعلام الموجه على المشهد.
بالمصادفة خلال تواجدي في عمان للإفطار مع عائلتي وردني اتصال من نقابة الصحفيين لاستلام جائزة تكريمية مقدمة من الديوان الملكي الهاشمي بمناسبة خدمتي وعدد من الزملاء الافاضل ربع قرن في بلاط صاحبة الجلالة وهي الصحافة.. بداية شكرا لهذا التكريم الملكي وشكرا لنقابتي التي التقيت نقيبها الصديق الوفي راكان السعايدة وبعض الأصدقاء أعضاء النقابة ظهر اليوم.
هذا التكريم يحمل رمزية كبيرة بالنسبة لي لأنه من جلالة الملك عبدالله والقيادة الهاشمية التي أكن لها مشاعر المحبة الخالصة والاحترام والتقدير، هذا تكريم لمهنة الصحافة وتأكيد على أهميتها، لكني أود التأكيد في هذا المقام على مسألة مهمة وهي تعزيز القوة الناعمة للأردن وهي الاعلام، لأن هذا القطاع يمتلك مفاتيح التأثير والتوعية والتنوير للمجتمع وأسرع في إيصال الرسالة الصحيحة والوطنية داخليا وخارجيا.
الصحفيون هنا يحتاجون الدعم من مؤسساتهم الإعلامية حتى يقوموا برسالتهم المنشودة، هنا إعلام يعاني من أزمات مالية وعدم كفاية الإعلانات وأدوات شحيحة للنجاح، لكني على قناعة بأنه مع وجود إعلام مؤثر، هناك دولة قوية، وبوجود إعلام حر ومستقل نرتقي بالمجتمع وندخل المئوية الثانية بقوة.. وتعزيز دور النقابات وخصوصا المتخصصة منها كذلك لا يقل أهمية عن تقوية الإعلام، كنواة للوصول إلى حياة حزبية وتمثيل قوي لشرائح المجتمع على إختلاف انتماءاتهم ونزعاتهم الفكرية.