د. أشرف المشطاوي.. يكتب: احذروا النصب باسم مساعدة الفقراء في الفيسبوك
“الفيس بوك”.. الوسيلة الحديثة التي اتخذها كثير من الخارجين عن القانون لارتكاب جرائم الاحتيال والنصب علي المواطنين، فأصبح موقع التواصل الاجتماعي طريقة لاستغلال المواطنين والاستيلاء علي أموالهم عبر الإنترنت.
وتعتمد فكرة النصب عبر السوشيال ميديا عبر نشر بوست إنسانى لحالة مرضية تعانى من ظروف اجتماعية صعبة للغاية، وأنها فى حاجة إلى الأموال من أجل استكمال العلاج، وغالبا من يكون هذا المرض هو السرطان، لتبدأ رحلة التعاطف مع هذه الحالة الإنسانية وجمع التبرعات لها دون التأكد من مدى صحة الحالة وهل هى فى حاجة لمثل هذه الأموال من الأساس، وكلما استطاعت هذه البوستات تحقيق نتائج إيجابية والنصب على المتابعين وجمع أموال طائلة منهم، كلما تكررت بشكل كبير خاصة فى الجروبات التى تهدف إلى المساعدة وتقديم العون.
ولا يتوقف الأمر أيضا على النصب باسم الحالات المرضية الصعبة وغير القادرة، ولكن هناك وسائل أخرى يعتمد عليها، من خلال كذب على الضحية، من خلال إيهامه في الماسنجر، بانه أو إنها تسعي لجمع ملابس أو أطعمة، أو مبالغ نقدية، من أجل ايصالها لفقراء وغلابة ومن ثم يبدأ الاتفاق معه على مبلغ مالى معين يتم ارساله مثلا عن فودافون كاش، وبعد تحويل الأموال يكتشف الضحية، أنه وقع لعملية نصب ساذجة.
ومن مظاهر النصب القديمة ولكنها تبقى متجددة بين الحين والآخر على السوشيال ميديا، وهو طلب تحويل الرصيد، حيث ينشر أحد النصابين بوست أو يرسل رسالة خاصة بأنه فى موقف صعب وليس أمامه مكان لشحن هاتفه، ومن ثم يطلب تحويل الرصيد، على أن يقوم بإعادة هذا المبلغ، ليكتشف الضحية بعد تحويل رصيده أنه كان مجرد وسيلة للنصب فقط، لأن النصاب يقوم بإغلاق هاتفه واستبدال رقم الهاتف، أو يعتمد على “البلوك” مع الضحية من أجل منع الوصول إليها.
ومؤخرا انتشرت العديد من الجروبات التى تحمل العديد من الأسماء الإنسانية التى توحى بأنها تساعد الآخرين، وبالتالى مع رفضنا القاطع للتعميم من أغراض هذه الجروبات، عليك عزيزى القارئ التأكد بشكل كامل قبل التعامل مع أى شخص غريب لا تعرفه عن قرب عبر السوشيال ميديا، وكذلك التأكد من أى حالة ترغب فى مساعدتها حتى لا تفقد أموالك نظير عملية نصب سهلة.
والحقيقة، أنّ الطمع والجشع بلغا مبلغا عند النفوس المريضة التي وجدت في فعل الخير وسيلة لأخذ أموال الناس بالباطل، مستغلة عواطف المصريين الجيّاشة حيال كلّ ما يتعلّق بمساعدة الآخرين وتخفيف كربهم.
ودائما ما تحذر وزارة الداخلية من الصفحات والحسابات وهمية كانت أو معروفة التي ترسل طلبات صداقة عشوائية عبر “فيس بوك”، ويتواصلون مع المواطنين زاعمين أنهم يسعون في الخير ويتلقون التبرعات المالية أو العينية أو رجال أعمال ولديهم أموالًا يريدون استثمارها في مصر أو خلافه من طرق النصب المتعددة، فيستغل الخارجون عن القانون هذا الفضاء الإلكتروني الواسع لممارسة جرائمهم، مستغلين عدم المعرفة الكافية للبعض بأمور السوشيال ميديا.
