عادل سيف.. يكتب: باتيرنيل الخجولة صامدة وتتحدي
مازالت أحرف كلمة “باترنيل” بأحرف لاتينية كبيرة تطل علينا بخجل على زاوية العمارة الواقعة على الناصية الغربية الجنوبية لتقاطع شارعي عبد الخالق ثروت وشريف معا، وتأخذ ترتيبا طوليا احتل أغلب حائط الناصية العريض.
و”باترنيل” كلمة فرنسية ترجمتها متعددة تدور حول معني “الأبوة” كانت اسم لشركة فرنسية للتامين على الحياة تعمل في مصر، امتلكت العمارة التي بنيت حوالي عام 1930، وحرصت على أن تحمل زاويتها العريضة اسمها بأحرف كبيرة بشكل طولي، ووضعت درع به اول حروف إسمها في قمة هذا الزاوية.
تمت مصادرة الشركة وممتلكاتها في بداية عام 1957 ضمن عقوبات أجرتها الحكومة المصرية ضد المؤسسات الفرنسية والبريطانية العاملة في مصر لمشاركة بلديهما في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
ضمت ممتلكات الشركة فيما بعد في إطار عملية تمصير شركات التأمين الأجنبية العاملة في مصر إلى “شركة الجمهورية للتأمين” التي تم تأسيسها في هذه العملية، وأزيلت الأحرف الطولية من الزاوية ووضع مكانها باللغتين العربية والفرنسية عبارة “ملك شركة الجمهورية للتأمين” إلا ان الشركة تم فيما بعد دمجها في شركة مصر للتأمين لتؤل ملكيتها إليها وتزيل لوحات “الجمهورية” من على الزاوية.
رغم هذه التغييرات التي شهدتها الزاوية العريضة إلا أن “باتيرنيل” لاتزال رغم خجلها صامدة ومتحدية الزمن ومحاولات طمسها.