الدراما الموريتانية.. صعوبات في الإنتاج وتذمر المشاهدين
رفقة أفراد عائلته، وبعد دقائق من صلاة المغرب، يجلس جابر ولد الشيخ سيديا أمام مائدة الإفطار لمتابعة أحد الأعمال الدرامية الرمضانية عبر القنوات المحلية.
طقس، دأبت عليه عائلة جابر منذ سنوات، رغم أن المحتوى الذي قدم طيلة السنوات الماضية، لم يرو ظمأها كعائلة مهتمة بالدراما المحلية، بحسب جابر.
ويوضح جابر “الأعمال الدرامية الموريتانية، لم تتطور حتى عام 2023، ” مشيرا إلى أنها “تكرر نفسها، رغم كثرة الأعمال، وتعدد المخرجين.”
ويقول جابر “أنا مهتم بالأعمال الدرامية الموريتانية، وما زلت أنتظر عملا يليق بالمشاهد الموريتاني، ويحترم ذائقته، ورغم أن لم أشاهد عملا بتلك المعايير، ما زلت أتابعها خاصة وقت الإفطار، علي أجد صدفة، ما يروي عطشي.”
من جهته، يرى محمد ولد بكار أن انتقاد الدراما الموريتانية “ليس موضوعيا”، نظرا لعدم وجود معاهد “مختصة بالفنون”، أو تكوين في “مجال الإنتاج.”
ويقول محمد إن “المنتجين يستحقون الإشادة، والتثمين، نظرا للظروف الصعبة التي يعملون فيها”.
ويشير إلى أن موريتانيا “تمتلك ممثلين ومنتجين موهوبين، يعملون في بيئة غير صالحة للعمل الدرامي.”
صعوبات في الإنتاج
تذمر المشاهد الموريتاني من المحتوى الذي ينتج خلال شهر رمضان، غير “منصف” أحيانا بحسب أغلب المنتجين في هذا المجال الذين تحدث معهم .
ويوضحون أن البيئة الموريتانية، غير صالحة لاستنبات أي عمل درامي يستجيب للمعايير المعروفة، بسبب المعوقات التي يواجهونها دائما.
ومن بين هؤلاء، المنتج والممثل بونه ولد أميدة، الذي حضر عملين خلال هذا رمضان، أحدهما “كوميدي”.
- “نواجه صعوبات كبيرة، سواء ما تعلق منها بالتمويل، أو بالمصادر البشرية، حيث لا توجد مؤسسات إنتاجية بالمعنى المهني، ونفتقد للمعايير التي تخدم المنتج، وتدفعه لتقديم عمل محترم”.
- “تحقيق قفزة نوعية في الدراما الموريتانية، يتطلب وجود صندوق للدعم من الوزارة المعنية، ووجود مؤسسات قادرة على تخصيص مبالغة مالية محترمة للإنتاج.”
- لفت بونه في حديثه، إلى أنه ورغم الصعوبات الني تطبع هذا المجال، فقد استطاعت “الدراما الموريتانية تقديم أعمال محترمة، نالت إعجاب الكثير من المشاهدين”، مؤكدا إصراره على العمل، من أجل تقديم محتوى يليق “بالمشاهد الموريتاني”.
رمضان.. موسم الإنتاج
- منذ ما يقارب 10 سنوات، ارتبطت الدراما التلفزيونية في موريتانيا، بشهر رمضان، بعد ظهور عدة قنوات فضائية، ويميل أغلب هذه الأعمال، إلى الكوميديا.
- يعود ارتباط الدراما شهر رمضان، إلى كونه يعد الفرصة الوحيدة للحصول على تمويل، أو رعايات، بالنسبة للمنتجين.
- المخرج السينمائي عبد الرحمن لاهي، يرى أن ارتباط الإنتاج برمضان في موريتانيا، ينم عن خلل في “رؤية الإنتاج، والبث، والتوزيع.”
- يوضح عبد الرحمن أن “صاحب القناة، يفكر بالمتلقي في الموسم الحالي”.
- يشر عبد الرحمن إلى أن “العامل الآخر الذي يتحكم في الإنتاج، هو استعداد القنوات لشراء العمل الدرامي، واستعداد الرعاة للإعلان عن بضائعهم، لأن الكل ينتظر رمضان للإعلان عن منتجاته” مضيفا أن “المادة الإعلانية، جزء كبير من التمويل”.
رواتب ضعيفة
- ضعف الرواتب التي يتقاضاها الممثلون في موريتانيا، تشكل تحديا كبيرا للعاملين في هذا المجال، بخصوص الاستمرارية.
- يعمل أغلب الممثلين، بدافع الشغف، حسب الممثلة الشابة البتول حسن الحاج، التي شاركت في عملين خلال رمضان أحدهما كوميدي.
- تقول البتول إنها “شغوفة بالدراما، رغم ضعف الرواتب التي تتقاضاها”.
- تشير إلى أنها تجني “مبالغ معتبرة من الإعلانات، مقارنة بالتمثيل”.
- توضح “أن ما يحفزها على البقاء في هذا المجال، هو إيمان الشباب بالدراما، وشغفهم رغم الصعوبات التي تواجههم، وغياب التمويل.”