اتجاهات
عبد الرشيد راشد.. يكتب: زهد الراحلين!

في كل صبح نبحث عن بساتين الأمل، ونحلق في فضاء الكون تاركين أوجاعنا خلف ظهورنا، رافعين أكف الضراعة لله بأن يقطع نسلها ويذهب ريحها، لا سيما بعد أن شاب الرأس واحترق القلب واختنقت الروح وفقدت الأيام كل رونق للحياة.
نحلق نحو السماء بعد أن كشرت الأرض عن أنيابها، وسقتنا كؤوس المر بكل ألوانها، وأذابت جراح الكون في أحشائنا لنشكو إلى الله ما ألم بنا وصار عليه حالنا، طمعا في عوضه اللامحدود، بعد أن ضاقت الحدود، وندر الأوفياء في هذا الوجود، وأصبحت الأرض مناخا خصبا للخيانة والجحود.
فنعود وقد هدأت الروح وسكن القلب، وأزيح السواد وزال الحداد، ونبتت الورود وذهب الشرود، لنواصل حياتنا بسكينة الزاهد ورقة المسافر وزهد الراحلين.